بعد غياب دام لسنوات … مدارس أبوظبي تتوجه لتشكيل مجالس الآباء والأمهات

1124031484

موقع الطويين : البيان

توجه العديد من مدارس أبو ظبي هذا العام لتشكيل مجالس أولياء الأمور، في ظل تأكيد مجلس أبو ظبي للتعليم، ضمن استراتيجيته التطويرية، على ضرورة تفعيل دور ولي الأمر كشريك أساسي في العملية التعليمية، كما أن تشكيل هذه المجالس غاب خلال السنوات الماضية عن المدارس في فترة زادت فيها شكوى الإدارات المدرسية من غياب ولي الأمر عن العملية التعليمية وكثرة المشاكل السلوكية الطلابية، وفي مقابل ذلك، رأى (80 %) من أولياء الأمور الذين شاركوا في الاستبيان الذي أجراه تعليمي أبو ظبي العام الدراسي الماضي (2011/2012)، وعددهم فاق الـ 50 ألف ولي أمر، أن المدارس تتواصل معهم فقط في حال ارتكاب أبنائهم مخالفة ما.

واستطلعت «البيان» آراء المدارس في عملية التواصل مع ولي الأمر، وما إذا كان القصور من جانبهم، أم أن ولي الأمر هو المسؤول عن ذلك، ورؤيتهم لدور مجالس الآباء، حيث اعتبرت العديد من المدارس أنها تبذل جهوداً كبيرة لدفع ولي الأمر للحضور للمدرسة والمشاركة، سواء بدعوته خلال الاحتفالات والمناسبات، أو من خلال إعداد جداول زيارات تحدد مواعيد يومية يمكن خلالها لولي الأمر زيارة المدرسة ومتابعة أبنائه، وأن هذه المبادرات لا تلقى تفاعلاً كبيراً، وأن ولي الأمر لا يحضر إلا في حالة وجود مشكلة سلوكية، أو بحثاً عن تفسيرات لدرجات ابنه الغير مرضية.

في حين سجل بعض التربويين رأياً مختلفاً، حيث اعتبروا أن المدرسة مسؤولة عن هذا القصور، بغياب مجالس الآباء والأمهات، وعدم وجود عوامل جاذبة لولي الأمر للحضور للمدرسة، وتهميش دوره.

علاقة روتينية

حيث رأى عمر عبد العزيز مساعد مدير مدرسة المتنبي الثانوية، أن ولي الأمر محق عندما يشكو من أن المدرسة تتواصل معه في حال وجود مشكلة لدى ابنه، فولي الأمر لا يجد ما يجذبه في المدارس عامة، ويحمسه للحضور إليها، لذا يراجع المدرسة في حال الاستفسار عن درجات ابنه أو حدوث مشكلة ما، في ظل عدم وجود الأنشطة الاجتماعية أو الفعاليات الجاذبة لولي الأمر، فهو يعرف أن دوره مهمش، لأنه إذا شعر بدوره في المدرسة، فبالتأكيد سيتفاعل من تلقاء نفسه، فالعلاقة مع ولي الأمر محصورة في الدرجات والاجتماعات الدورية الروتينية لولي الأمر.

وأضاف أن فكرة تشكيل مجلس الآباء هامة جداً، وأنهم يطرحونها هذا العام، أملاً في العودة لتفعيلها، بعد أكثر من عدة سنوات من غيابها عن المدارس، معتبراً أن مجلس الآباء الذي يتم اختياره بدقة، ومن عناصر فاعلة، سيكون له تأثير كبير في المدرسة، خاصة في نقل الرسالة التعليمية للأسرة، وحل المشكلات السلوكية، والتقليل من مشكل الغياب والتأخير، وعلاج ضعف التواصل بين المنزل والمدرسة، منوهاً بأنه من الضروري أيضاً لمجلس أبو ظبي للتعليم، عقد اجتماعات مع أولياء الأمور، لتعريفهم أكثر بسياساته واستراتيجية التطوير لديه، وذلك على غرار لقاءاته السنوية مع العاملين في الميدان، بما يدعم وضوح الرؤى، وكسب دعم كافة أطراف العلمية التعليمية للتطوير.

حضور متدنٍ

وذكر محمد سعد الاختصاصي الاجتماعي بإحدى المدارس الثانوية، أنهم يحرصون بشكل كبير على التواصل مع ولي الأمر، ووضع آلية واضحة من بداية العام لذلك، من خلال وضع جدول زيارات لولي الأمر، وتوجيه الدعوات في الاحتفالات ومناسبات تكريم الطلبة، ولكن نسبة الحضور تبقى متدنية، بينما ولي الأمر يسارع في الحضور في حال وجود مشكلة سلوكية مع ابنه، مشيراً إلى أنه أرسل عنوانه البريدي، وطرق تواصل مختلفة لأولياء أمور نحو (500) طالب لديهم هذا العام، ولم يجد تفاعلاً إلا من (10) منهم، رغم أن قنوات التواصل عديدة، ويمكن لولي الأمر اختيار الأنسب له من بينها.

وأشار إلى أن لديهم اهتماماً هذا العام بفكرة تشكيل مجلس آباء للمدرسة، لأن هذه المجالس غابت لفترات طويلة عن الميدان، رغم تأثيراتها الإيجابية في تفعيل العلاقة مع ولي الأمر، خاصة على صعيد حل المشاكل السلوكية، وتفعيل الأنشطة المدرسية.

تفعيل المجالس

من جانبه، ذكر عبد الباسط صلاح الدين الاختصاصي الاجتماعي بثانوية درويش بن كرم، أن ولي الأمر يجب ألا ينتظر دعوة المدرسة له لمتابعة ابنه، ومع ذلك، فإن فكرة أن المدرسة تتصل في حال الإشكاليات، فهذا أمر أساسي وطبيعي، ولكن هذا لا يعني أن المدرسة لا تتواصل معهم إلا في حالة المشكلات، بل الواقع أنهم ينظمون لقاءين مع أولياء الأمور في كل فصل دراسي، لإتاحة الفرصة لهم لرؤية المعلمين ومعرفة مستويات أبنائهم، بالإضافة إلى أنهم يوجهون لهم الدعوات في المناسبات المختلفة، كما أنه قام بإعداد جدول زيارات وإرساله لأولياء الأمور، يحدد يوماً في الأسبوع لكل مرحلة دراسية، يمكن لولي الأمر الحضور فيه ومتابعة ابنه، ومع ذلك الحضور لا يتعدى أصابع اليد.

ويرى أن ولي الأمر أساساً لا يهتم بالحضور إلا في حال وجود مشكلة، حتى إنه يتلقى اتصالات من أولياء أمور يطلبون منه معرفة ما إذا كان أبناؤهم قد حضروا للمدرسة أم لا، وأن يخبرهم أيضاً بوضعهم الدراسي هاتفياً، وكأن الاختصاصي مطالب بالذهاب لكل مدرس وسؤاله عن الطالب، وتقديم تقرير لولي الأمر.

وأشار صلاح الدين إلى أنهم يتوجهون هذا العام لإعادة تشكيل مجالس الآباء، التي متوقع لها أن تقوم بدور كبير إذا فعلت بشكل صحيح، خاصة على مستوى الجانب التربوي للطلبة، فولي الأمر قد يتقبل النصح من ولي أمر مثله، أكثر من تقبله من إدارة المدرسة، لأن غياب هذه المجالس يجعل التواصل مع المدرسة روتينياً.

مجالس شكلية

وذكرت مهرة الفلاحي رئيسة مجلس أمهات إحدى المدارس التأسيسية بأبو ظبي، أن مجلسهم من المجالس النشطة والقديمة، والتي استمرت طوال عدة سنوات لإيمانهم بدورهم، مشيرة إلى أنه على مستوى ولي الأمر كان التفاعل في السابق أفضل، ولكن اليوم التفاعل أصبح أقل، ولا تعرف سبباً واضحاً لذلك العزوف، وترى أن المدارس ربما يقع عليها جانب من المسؤولية، لعدم وجود ما تقدمه لجذب ولي الأمر إليها، خاصة أنهم، كمجالس أمهات، كانوا يقومون بالكثير من الفعاليات التي تشارك فيها أمهات الطالبات.

بالإضافة لدورهم في حل المشاكل السلوكية والتوعية حولها، ومعاونة الإدارة المدرسية في جوانب عدة، ولكن مؤخراً أصبح وجود هذه المجالس مجرد تمثيل شكلي لا أكثر، وذلك لأسباب عدة، منها عدم وجود دعم من إدارات المدارس لهم ولدورهم، وعدم وجود ميزانية لدعم عملهم، خاصة أنهم يقومون بأداء دور تطوعي، وكثيراً ما تكون أنشطتهم بمبادرات خاصة منهن، كأمهات متطوعات، ومن حسابهن الخاص، فقد كن في السنوات السابقة (17) عضوة في المجلس، واليوم هناك (6) عضوات فقط، وهذا دليل تراجع كبير في إقبال ولي الأمر، بسبب عدم قناعة إدارة المدرسة ودعمها.

مشيرة إلى أنهم قدموا العديد من المقترحات لتنفيذ أنشطة ومشاريع، ولكنها لم تلق تفاعلاً أو تشجيعاً من الإدارة المدرسية، بما مثل عامل إحباط كبير لهن، لهذا، فهي ترى أن مجلس الأمهات يواجه عقبات كثيرة من الميزانية، وعدم قناعة المدرسة، حتى إنهم لم يسمحوا لهم بعمل معارض وأيام مفتوحة يمكن لريعها أن يدعم مجلسهم، لذا فإن تشكيل المجالس يجب أن يكون فعالاً، وليس أمراً شكلياً، من خلال خطة عمل تدعم المدرسة وأهدافها، وميزانية تسهم في تحقيق هذه الخطة.

الثواب والعقاب

قدم الاختصاصي الاجتماعي عبد الباسط صلاح الدين، عدة مقترحات لتفعيل التواصل مع ولي الأمر، ولتطبيق سياسة الثواب والعقاب، موضحاً أنه يأمل تعاون الجهات المجتمعية في إعطاء ساعتين لولي الأمر كل شهر، بحيث يتمكن من زيارة ابنه في المدرسة، وأن يعود ولي الأمر لمقر عمله بورقة تفيد بذلك، وهذا المقترح على غرار السماح للأم بساعات الرضاعة لطفلها، فهذا سيدعم كثيراً دور الأسرة في تربية الأبناء، أيضاً سجل مقترحاً بضرورة معاملة الطالب، خاصة في المراحل العليا، على مستوى قضية الغياب أو التسرب بنوع من الحزم، وأنه في حال تغيب الطالب عن حصة دراسية، تحتسب له بيوم غياب، وإذا تجاوز الحد المسموح من أيام الغياب، يعاد قيده مقابل مبلغ يدفعه ولي الأمر، يضاف لصندوق الطلبة في المدرسة.

Related posts